خطر التجنيس يهدد المواهب الكروية المغربية بأوربا
العداء المغربي رشيد رمزي استوردته البحرين و ابدلت اسمه
مرة أخرى تطفو على السطح قضية تجنيس اللاعبين من أصول مغربية أبصروا النور ببلدان المهجر ويحترفون حاليا اللعب بالدوريات الأوربية·· العديد منهم وإن كان لا يزال في بداية الطريق ويخطو خطواته الأولى في دنيا الكرة، فإنه يقدم حاليا الإشارات والومضات الأولى على أنه يسير على الطريق الصحيح نحو معانقة أضواء التألق·
نجوم المستقبل بدأت تترصدها حاليا أعين مدربي المنتخبات الوطنية للبلدان التي يمارسون بها خصوصا بفرنسا·· الأكيد أن الجمهور المغربي لازال يتذكر محاولة الجامعة الفرنسية سنة 1993 بضم مصطفى حجي لمنتخب أمل فرنسا عندما كان يلعب بنانسي، لكن الإنتماء الوطني جعل حجي يلقي بعروض الإغراء في سلة المهملات ويحمل القميص الوطني المغربي في مباراته الأولى أمام زامبيا سنة 1993·· فكان اللقاء فاتحة خير عليه وشرع له أبواب الشهرة الواسعة·· نفس السيناريو كرره نانسي حديثا مع مهدي طويل (19 سنة) الذي وجه له المدرب مصطفى مديح دعوة للمشاركة برفقة المنتخب الأولمبي في دورة "إل جي" بإيران، لكن إدارة النادي الفرنسي إختلقت المبررات والأعذار لمنعه من الإلتحاق بالمغرب، ثم أعلنت مجددا أنه منادى عليه للعب مع منتخب شبان فرنسا··
نفس الأمر تكرر مع اللاعب أورحو الذي يجاور كريم بنكوار ضمن نادي نيم الذي يلعب هذا الموسم بالبطولة الوطنية الفرنسية، حيث أن هناك محاولات لضمه إلى إحدى المنتخبات الفرنسية·
علاوة على ذلك، كان الإطار الوطني المشرف على المنتخب المغربي للشبان يترصد خطوات يونس بنجلون اللاعب الواعد الذي أعاره نادي باريس سان جيرمان هذا الموسم إلى "أميين" أحد أندية دوري الدرجة الثانية·· بنجلون لفت أنظار المتتبعين واستحق عبارات المديح والإطراء لما يقدمه من خدمات وجهود جليلة على أرضية الملعب في كل مباراة يدافع فيها عن ألوان فريقه·· ولذلك إجتهد المدرب الوطني في ضمه إلى صفوف "أشبال الأطلس" الساعين إلى تخطي حاجز نيجيريا للصعود إلى نهائيات كأس إفريقيا للشبان التي تستضيفها بوركينافاصو مطلع السنة القادمة·· وإذا كان بنجلون من مواليد 3 يناير 1983 يبلغ من الطول 1.82 م ويزن 65 كلغ، قد تعذر عليه لعب مباراة الذهاب يوم السبت الماضي، فإن الطاقم التقني الوطني يمنِّي النفس في أن يعزز صفوف منتخب الشبان خلال مباراة الإياب·· بيد أن أخبار قادمة من فرنسا تفيد هي الأخرى أن بنجلون بات هو الآخر عرضة للمساومات لكي يدافع عن ألوان منتخب شبان فرنسا·
وحتى لا يضيع منا هذا اللاعب مثلما ضاع منا لاعبون آخرون سابقا كطارق وليدة الذي لعب في أجاكس أمستردام الهولندي العريق وحمل قميص شبان هولندا وهو يلعب حاليا بسودان أحد أندية الدرجة الأولى بالدوري الفرنسي، ونور الدين الجباري مهاجم تروا الفرنسي الذي لعب في إحدى المناسبات ضمن منتخب بلجيكا·· إنه نموذج مصغر لعينة من لاعبين المغاربة الذين يركعون للإغراءات والمساومات وللأسف يقفل أمامهم بسرعة أبواب المنتخبات التي اختاروا الإنضمام إليها فلا نستفيد نحن من خدماتهم ولا هم يستفيدون من إختياراتهم غير الصائبة·
إن الحاجة أمام هذا >الخطر< أصبحت ماسة أن تتحمل جامعة كرة القدم مسؤولياتها كاملة في هذا الجانب·· فلا يعقل أن تضيع مواهب كروية نحن في حاجة كبيرة إليها ونقف صامتين كـ >الأطرش في الزفة<، على الجامعة أن تشكل على الأقل لجنة من أفراد أكفاء ينتقلون إلى البلدان الأوربية للقيام بعملية مسح وتنقيب عن اللاعبين من أصول مغربية وأن تسارع بإقناعه لحمل القميص الوطني حتى تقطع الطريق على المساومات الرخيصة للأجانب·
أ·عبد المجيد
المنتخب العدد 1630 3/10/2002